بشهادة خبراء أجانب ومحليين ، زياد اليماني ، نجم حراسة المرمي في مصر
كثيرة هي النجوم التي تتلألأ في سماء الموهبة ، في مصر ..
فقط ما عليك إلا أن تُمعن النظر ، وتتجرد من الشغف بمشاهير الأسماء ، لتبحث عن كنوزٍ حقيقية ، عندئذٍ ستشعر أنك أمام مواهب قد يندر وجودها في أي مكانٍ في الدنيا ..
وهذا تماماً ما شاهدناه في هذه الموهبة الفذة ، في حراسة المرمي ، في كرة القدم ، بمحافظة الإسماعيلية ، محافظة المواهب والأداء الممتع الرشيق ..
زياد عادل اليماني ، واختصاراً ، زياد اليماني ، حارس مرمي عملاق ، بنادي القناة ، وطالب بالفرقة الأولي ، بجامعة قناة السويس ..
زياد ، يحمي عرينه ، بمهارة غير عادية ، وكأنك أمام بوفون ، أو أوليڤر كان ، أو نوير ، دون أدني مبالغة ..
يتحرك للكرة بذكاء ، يقترب من العبقرية ، يقرأُ في ثوانٍ معدودة ، ما يفكر فيه مهاجمو خصمه ، ويتخذ القرار في غمضة عين ..
دائماً ، وكما شاهدناه ، في مباريات كثيرة ، يُشعر فريقه بالطمأنينة ، والآخر بالقلق والخوف ..
في مرماه ، بجسمه المتناسق ، وطوله الفارع ، يتحرك برشاقة ، و بعقلانية شديدة ، ولا يتعامل كثيراً بالكلمات ، بل يوجه بعينيه الحادتين ، يوزع أدوار المدافعين ، وينبههم عند الضرورة ، ويرفع معنوياتهم ، ولا يلومهم علي أخطائهم ، حتي لا يزيد توترهم ..
سألنا أنفسنا ، كيف لهذا الشاب ، ذي التسعةَ عشر عاماً ، بهذه الخبرات والمهارات ، وهل توارثها عند أحدٍ في عائلته ، فعرفنا أن أسرته جميعها ، إعلاميون ، ووالده ، أستاذ ومستشار للإعلام ، ورئيس سابق لإحدي القنوات التلفزيونية المهمة ، لكنَّ زياد يهتم بالمحافظة علي لياقته ، والتدريب المستمر ، وصقل التدريب بدراسة مهارات وفنون حراسة المرمي ..
قال أحدُ مدربيه : زياد موهبة غير عادية ، شاب خلوق ، عاشق لكرة القدم ، سريع البديهة ، قوي الشخصية ، أتوقع أن يكون واحداً من مستقبل حراسة المرمي في الكرة المصرية ، وقد قمت بإرسال جانب من ڤيديوهاته لبعض الأندية الأوروبية ، وجاءتني شخصياً ، رغبات حقيقية ، من هولندا وإنجلترا وتركيا ، فضلاً عن فرق الصف الأول في الكرة المصرية ..
يقول زياد اليماني : لقد قسمتُ حياتي الكروية ، وبناءً علي نصيحة والدي ، مرحلتين ، مرحلة حتي الحصول علي الثانوية العامة ، فالعلم أولاً ، ومرحلة الانطلاق نحو الاحتراف ..
والسؤال هنا ، ونحن نعاني في الكرة المصرية ، من ضعف أداء بعض المراكز ، ومغالاة النجوم في أجورهم وتعاقداتهم ..
لماذا لا نوفر هذه الملايين الضخمة ، ونبحث عن الشباب ، ونعطيهم فرصتهم ، ونبدأ مرحلة النجم من أساسها ، النجم الحقيقي ، النجم الباحث عن فرصة ، لا نجم الشو الإعلامي ..
والسؤال الآخر : كم ضيعنا من الفرص حتي يكون لدينا فرق قوية ، ومنتخب وطني منافس عالمياً ؟
هي إذن ومضة تلوحُ في الأفق ، إن لم نلتفت لها سريعاً ، خبأت وانطفأت ، وبحثنا عن ضوء وهمي ، نُغدق عليه الأموال ، بلا طائل ، وبلا فائدة ..
ابحثوا عن هؤلاء ، شاهدوهم ، تابعوهم ، زياد اليماني وغيره ..